معروف، المقصود أن الإفادة من الكتب هي الغاية من الاقتناء، وسبق أنا أشرنا أن كثرة التصانيف مشغلة عن التحصيل في كلام ابن خلدون، وأفضنا في هذا، أما بالنسبة للتشكيك في الكتب فبعض الناس لا أقول: من سوء قصد، لا، قد يكون من حسن قصد، يشكك في الكتاب الذي لا يطمئن إلى إسناده الذي وصله فيه، فيبحث عن إسناد الحيدة ما يجده، إلا في طريقه فلان أو علان؛ لكن إذا نظرنا في واقع الكتاب وأنه على الجادة، على معتقد أهل السنة والجماعة لا يضرنا أن نشكك فيه، يهمنا العلم، نعم إن ثبتت نسبته إلى هذا العالم فبها ونعمت، فإذا لم تثبت فالعلم بحد ذاته مطلوب ...
المقدم: لكن ما أشار إليه الشيخ ... كما أخبر الشيخ بلفظ: نبت نابتة تشكك، حقيقة أننا بهذا ...
الحافظ الذهبي -رحمه الله- أسهم في هذا الباب، شكك في بعض الكتب؛ لكن لا يعني أننا نقلد الذهبي في هذا أولاً: الأنساب تكفي فيها الاستفاضة، ونسبة الكتب مثل الأنساب.
المقدم: الحيدة فيها مواضع يا شيخ لا يمكن أن يقول بها الكناني، وهو من علماء السلف؟
أنا أقول: النظر ينبغي أن يكون في واقع الكتاب قبل البحث في سنده، إذا نظرنا أن الكتاب متماثل وماشي وليس عليه ملاحظات، وإلا إذا وجد فيه ملاحظات تختلف عما يعتقده المؤلف نطعن فيه من هذه الحيثية، والطعن في المتن معروف عند أهل الحديث، أعظم من الطعن في السند.
المقدم: يعني مثل كتاب الحيدة -مادام أشار إليه- لماذا لا نقول: أن أصل المناظرة ثابتة عن الإمام الكناني؛ لكن تأليف الكتاب ...
نعم تدوين هذه المناظرة ممن صحبه.
المقدم: نعم من ناس حضروا، وبعضهم نقل، وبعضهم كتب، وأسهم وأدخل في الكتاب أخطاء كثيرة، فبالتالي نحن لا نصل إلى هذه الدرجة من أن كل تشكيك في الكتاب يمكن أن يصل إلى هذا الحد الذي ذكره الشيخ.