أما بالنسبة لإفادة طالب العلم من كتبه الذي يقتنيها، فهذه من إفرازات كثرة التصانيف والطباعة، والكتب التي تزف بها المطابع بكثرة بالمئات، بل بالألوف، تجعل طالب العلم لا يتمكن من التصفح، بعض الكتب لا سيما المكثر من الجمع؛ لكن الفائدة من الكتب هي المطالعة، وإلا مجرد جمع الكتب ليس بمزية، يوجد من غير المسلمين من يجمع من كتب المسلمين أضعاف ما عند المسلمين، يعني أن جمع الكتب بحد ذاته لا يعدو أن يكون هواية من الهوايات، وهذا سبق أن تحدثنا عنه، وسبق أيضاً أن تحدثنا عن كيفية الإفادة من هذه الكتب، أدركنا شيوخنا مكتباتهم كلها مقروءة، ومعلق على كتبهم، ويأتي الآن تركات عند بعض العلماء، لا يخلو كتاب، بل لا تخلو صفحة من تعليقات.
المقدم: أنا رأيت عندك بعض الكتب يا شيخ عليها تعليقات لأصحابها من العلماء القدامى ..
ما في شك.
المقدم: مما يدل على أنهم في كل صفحة يعلقون.
كيف نسميه عالم، وهو ما قرأ، لا بد أن يقرأ.
المقدم: فمثل هذه التعليق على الكتب وأخرجوا كتب.
كتب، حواشي، حواشي تفسير البيضاوي أكثر من مائة وعشرين حاشية كلها تعليقات على تفسير البيضاوي وهذه حواشي، كل الكتب كلها، تعليقات الشيخ بابطين على الروض تعليقات .... هذه حواشي أفرزها القراءة، وشيوخنا الذين أدركناهم لا يخلو كتاب، بل لا تكاد تخلو صفحة من تعليق، من لمسة من هذا العالم.
المقدم: الاختيارات الفقهية لابن تيمية -رحمه الله- الذي أخرج الكتاب يعني حققه متأخر ويكمن عليه بعض الملاحظات؛ لكن أفاد من تعليقات وتهميشات الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- الموجودة على نفس كتاب الشيخ.