كيف ندعو الناس (صفحة 182)

وحين تنهار الجاهلية المعاصرة بمقتضى السنة الربانية، بحكم ما تشتمل عليه من الفساد، فإن البشرية تكون في حاجة إلى البديل الذي يملأ الفراغ.

والإسلام هو البديل، هو الذي يعيد للأرض رشدها ويصلح أحوالها ويشفيها من أمراضها:

{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (المائدة: 15-16) .

الإسلام هو المنهج الكامل القويم الذي لا عوج فيه، ومناهج الجاهلية دائماً ذات نقص واعوجاج.

واليوم يفر مئات الألوف كل عام من الظلمات التي يعيشون فيها إلى نور الإسلام، لا اتباعاً لنموذج قائم، فالمسلمون في واقعهم المعاصر لا يمثلون نموذجاً يحتذى، بل هو نموذج حري أن يصد الناس عن الإسلام!

ولكن لذع الضياع يدفع بعض الناس إلى البحث عن طريق الخلاص، فيجدونه في الإسلام!

إن الغرب الضائع يملك علماً وحضارة مادية فائقة، ولكنه يفتقد الروح. الروح المهتدية إلى الله. المهتدية بهدى الله. والإسلام هو الذي يملك تلك الروح، وهو في الوقت ذاته لا يجعلها بديلاً من العلم والحضارة المادية، إنما هي التوأم المكمل:

{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (ص: 71-72) .

قبضة الطين ونفخة الروح معاً هما ((الإنسان)) . الإنسان المتكامل المترابط المتوازن. الإنسان الراشد، الذي يقوم بعمارة الأرض على هدى وبصيرة، ويتطلع في الوقت ذاته إلى اليوم الآخر، الذي تكتمل فيه الحياة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015