{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (الملك:15) .
{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} (القصص: 77) .
{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة: 72) .
الإسلام هو المنقذ الذي يملك ما تحتاج إليه البشرية وتتطلع إليه.
يقول الأمير تشارلس ولي عهد بريطانيا في محاضرة قيمة ألقاها في قاعة المؤتمرات بوزارة الخارجية البريطانية في ديسمبر من عام 1966م، تحمل دلالة واضحة بالنسبة للمعنى الذي أشرنا إليه:
((إن المادية المعاصرة تفتقر إلى التوازن. وأضرار عواقبها بعيدة الأمد في تزايد. إن القرون الثلاثة الأخيرة شهدت - في العالم الغربي على أقل تقدير - انقساما خطيرا في طريقة رؤيتنا للعالم المحيط بنا. فقد حاول العلم بسط احتكاره، بل سطوته المستبدة، على طريقة فهمنا للعالم. وانفصل الدين والعلم عن بعضهما البعض، بحيث صرنا الآن كما قال الشاعر ((وردزورث)) لا نرى إلا القليل في أمنا الطبيعة التي نملكها)) .
لقد سعى العلم أي انتزاع الطبيعة من الخالق، فجزأ الكون إلى فرق، وأقصى ((المقدس)) إلى زاوية نائية ثانوية من ملكة الفهم عندنا، وأبعده عن وجودنا العملي. والآن فقط بدأنا نقدر العواقب المدمرة. ويبدو أننا نحن ك- أبناء العالم الغربي - قد فقدنا الإحساس بالمعنى الكلي لبيئتنا، وبمسئوليتنا إزاء الكون كله الذي خلقه الله، وقادنا ذلك إلى فشل ذريع في تقدير أو إدراك التراث وحكمة السلف، ذلك التراث المتراكم على مدار القرون. والحق أن ثمة تحاملا شديدا على التراث، كما لو كان جذاما اجتماعياً منفرا.
وثمة الآن في نظري حاجة إلى مقابلة كلية شاملة. لقد أدى العلم لنا خدمة جليلة في تبيانه لنا أن العالم أعقد بكثير مما كنا نتخيل. ولكن العلم في شكله المادي