كيف ندعو الناس (صفحة 181)

وَعْدًا مَفْعُولًا} {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا} (الإسراء: 4-8) .

{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} (آل عمران:112) .

وهم الآن في قمة استثناءاتهم التي وعدهم الله بها. مسيطرون على كل الأرض إلا ما رحم ربك، يعينون رؤساء الجمهوريات، ويملون عليهم سياستهم، ويعزلون من يغضبون عليه ويسقطونه من سلطانه، ويقتلون من يقف في طريقهم كما قتلوا كيندي وغيره من الناس. ولكن هذا كله استثناء من القاعدة!

{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} (الأعراف:167) .

تلك هي القاعدة الدائمة، وما دون ذلك استثناء، والاستثناء بطبيعته لا يدوم، لأنه مخالف للقاعدة!

والقاعدة من تقدير الله سبحانه وتعالى، والاستثناء يتم بقدر بقدر منه كذلك، ولكن طبيعة الأمور أن الاستثناء ينتهي ويعود الأمر إلى ما تقرر في القاعدة، حسب وعد الله ووعيده.

وقد لا نعلم نحن الحكمة الربانية في تلك الاستثناءات المذكورة في آيات الكتاب، ولكن وقوعها محقق سواء فهمنا حكمتها أم غابت الحكمة عن أفهامنا. والمهم أن ندرك أنها استثناء من القاعدة، وأنها موقوتة بأمد محدود.

واليهود أنفسهم يعلمون ذلك! ويعلمونه من كتبهم ذاتها لا من المصادر الأجنبية عنهم!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015