وتوالت المذابح منذ ذلك الحين وما تزال.
لقد انكشفت للغرب الصليبي موضع الخطر على وجه التحديد، إنه الإسلام السياسي الذي لا يقنع من الإسلام بشعائر التعبد ومشاعر القلوب، إنما يريد أن يكون منهجاً مطبقاً في واقع الأرض، يحكم حياة الناس كلها: سياستها واقتصادها واجتماعها وفكرها وأخلاقها، وكل مجال من مجالاتها! وهل يوجد - في نظر الغرب - أخطر من ذلك على وجه الأرض؟ (?) .
لا بد إذن من مكافحته. لا بد من تجنيد القوى كلها ضده. لا بد من متابعته ومطاردته. لا بد من تجفيف منابعه. لا بد من تشويه صورته حتى لا يقبل عليه الشباب فتزيد خطورته!
ولقد أشعل نار الحقد في قلوب الصليبية الصهيونية أمران في وقت واحد: الأول وقع المفاجأة على الصليبية التي كانت تتوقع بعد تخطيط مائتي عام أو أكثر أن تنجح في القضاء على الإسلام، ففوجئت به يستيقظ من رقدته! والثاني تهيؤ اليهودية العالمية لإقامة دولتها على أرض الإسلام بعد سعيها الحثيث لإماتته، حتى تنشئ دولتها في أمان من الأخطار، فإذا بها تفاجأ بالخطر وجهاً لوجه! وتلاقى الأمران معاً وتفاهما على ضرورة القضاء على عدوهما المشترك الخطير.
هل كان يتوقع أن تنجو الحركة الإسلامية من عداوة الصليبية الصهيونية وكيدها، ومحاولة القضاء عليها؟
نعتقد أن ذلك محال!
ولكنا نعتقد مع ذلك أن صورة أخرى كانت قمينة أن تقع لو سارت الأمور على المنهج الصحيح، لو كانت ((الجماهير)) التي أشركت في الصراع قبل الأوان على