وذلك يقتضي البدء بإنشاء القاعدة الصلبة وتربيتها على أعلى ما يتاح لنا من مستويات التربية، وتنقيتها من الشوائب بأقصى ما يتاح لنا من وسائل التنقية، ثم من بعد ذلك دعوة الجماهير.
ووسيلتنا في التربية هي ذات الوسيلة التي استخدمها المربي الأعظم صلى الله عليه وسلم: تعميق الإيمان بالله واليوم الآخر، وعميق الصلة بالله، وتعويد النفوس على الحياة في معية الله، والتدريب على ممارسة السلوك الإيمان في عالم الواقع. ثم تعميق الوعي، بالوسائل التي تؤدي إلى تعميقه، على أن نأخذ في اعتبارنا أن القدوة هي الوسيلة الأولى - والكبرى - في عملية التربية، ثم تأتي بعدها الموعظة والنصائح والدروس، مع الرعاية والمتابعة والدأب والصبر، حتى تستجيب النفوس ثم تستقيم.
جهد ضخم في الحقيقة، وهو على ضخامته لا يؤتي ثماره في يوم وليلة، ولا يمكن استعجاله، ولا يمكن تخطيه، إذا كنا جادين في القيام بعمل ينقذ الأمة مما هي فيه، ويسعى إلى تحويل الجاهلية عما هي فيه!