كان الفيروزآبادي صاحب القاموس المحيط المشهور من أعظم علماء اللغة في الإسلام، قرأ صحيح مسلم في دمشق على شيخه في ثلاثة أيام، وصحيح مسلم بالمكرر من (7000) إلى (12000) حسب حسابات العلماء، ومن غير المكرر (3000) أو (4000) ولنقف عند أقل رقم وهو (3000) فهو قرأ (3000) حديث تسميعاً على شيخه في ثلاثة أيام.
وهذا ابن حجر العسقلاني قرأ صحيح البخاري في أربعين ساعة أيضاً تسميعاً، وبعد ذلك قام بقراءة صحيح مسلم في أربعة مجالس في يومين، ثم قام وقرأ سنن ابن ماجة أيضاً تسميعاً في أربعة مجالس، ثم قرأ كتاب النسائي الكبير الذي فيه (11000) حديث في عشرة مجالس، كل مجلس أربع ساعات، ثم قرأ معجم الطبراني الصغير في مجلس واحد ما بين الظهر والعصر، وفيه (1500) حديث.
هذه الإنجازات شبه الخيالية نتيجة المحافظة على الوقت، فالله عز وجل بارك له في عقله، وحفظه {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة:282].
كذلك ابن جرير الطبري ظل أربعين سنة كان كل يوم يكتب أربعين ورقة أو خمسين ورقة، فعندما تأتي لتجمعها ستكون أكثر من نصف مليون ورقة في حياته كتبها رحمه الله، ما أثر عنه أنه أضاع دقيقة واحدة في حياته رحمه الله، ومصنفاته ليست كأي مصنفات، وإنما لها السبق، وهو من أئمة التفسير، ومن أئمة التاريخ، ومن أئمة الفقه، فهو صاحب مذهب رحمه الله، قال لتلامذته: ما رأيكم أن نفسر القرآن ونكتبه؟ فقالوا: في كم تكتبه؟ قال: في (3000) ورقة، قالوا: هذا تفنى فيه الأعمار، فاختصره إلى ثلاثة آلاف، ثم قال: أتنشطون لكتابة التاريخ منذ آدم عليه السلام إلى وقتنا هذا، وهو مات في سنة (310هـ)، يعني: هو من علماء القرن الثالث والرابع الهجري، فقالوا: في كم؟ فقال: في ثلاثين ألف ورقة، فقالوا: هذا تفنى فيه الأعمار، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فاختصره في ثلاثة آلاف ورقة.
هذه إنجازات هائلة.