Q هناك شخص يعمل في شركة نظم معلومات أمريكية، وهي وشركة متميزة في مجال غير منتشر في بلاد العالم الإسلامي، لكن هو يشعر أن الفائدة تعود على الشركة، فالأرباح كلها متجهة إلى الشركة، وكل جهده متجه للشركة، فهل يستمر أو لا يستمر؟
صلى الله عليه وسلم نقول: لماذا تشتغل في هذه الشركة؟ لو كنت تشتغل في هذه الشركة لتحصيل أسباب المعاش فقط، فمن فضلك اترك الشركة هذا اليوم؛ لأننا نقاطع البضائع الأمريكية والشركات الأمريكية إلى أن يتركوا بلادنا، فهم محتلون للعراق ولأفغانستان، ويساعدون اليهود في فلسطين، أما إن كنت تشتغل في هذه الشركة لنقل العلوم من هذه الشركة إلى بلاد المسلمين، وتعلم علماً لا يعلمه المسلمون الآن، وتقصد بذلك وجه الله عز وجل، والنقلة الحضارية للأمة الإسلامية فهذا أمر محمود، كالذي يذهب في بعثة إلى أمريكا لكي يتعلم علماً من العلوم ليس عندنا، يتعلم فرعاً من فروع الطب، الفلك، الكيمياء، ثم يرجع بعد ذلك ليفيد أمة الإسلام بهذا العلم، لكن بضوابط، أهم هذه الضوابط: أن تكون عندك خطة واضحة وسنوات محدودة، وبعد ذلك ترجع لتفيد بلاد المسلمين، لكن لو بقي عندهم تتعلم علوماً جديدة وتقول: آخذ أيضاً هذا العلم، وآخذ أيضاً هذا العلم إلى أن يصبح عمرك (70) أو (80) سنة وأنت مقيم عندهم، فإن المسلمين سيحرمون من علمك، وستصبح قوة إسلامية أضيفت إلى قوة الغرب، وسبب ضعف المسلمين.
فإذاً: اذهب بنظام: الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، لكن كما قلنا بضابط عدم المخالفة للكتاب والسنة، فأنا أذهب وآخذ هذه العلوم من هناك لكن بقدر ما نحتاجه في هذه الجزئية، ولا يكون المجال مفتوحاً بدون حدود.
هذا الكلام ينطبق على البعثات وينطبق على العمل في الشركات، وأيضاً انتبه قد يكون الإغراء كبيراً، فقد تذهب بنية الرجوع، لكن مع مرور الوقت لا ترجع؛ بسبب كثرة الأموال وراحة العيش، فتترك بلاد المسلمين وهموم المسلمين وتثري الشركة الأجنبية بكل طاقتك، وهذا لا يستقيم.