هذه قصة طفل روسي مُعدم فقير، ولد في سنة (1919م) في أسرة فقيرة الحال، وكان الأب يشتغل في الزراعة، ولهذا الطفل ستة إخوة وهو السابع، ولم يكن يحب الزراعة وإنما كان يحب الميكانيكا، ولكنه فقير لا يستطيع التعليم، دخل المدرسة وتعلم إلى المرحلة المتوسطة، وبعد هذا لم يستطع أبوه أن ينفق عليه وأخرجه من المدرسة، وكان يرى أباه يتعب في الزراعة، فقال: هل أستطيع أن أعمل مكينة تساعد أبي في الزراعة؟ أراد أن يعمل مكينة زراعية، ولكن ضغط الفقر جعله يشتغل في ورش سكة الحديد كعامل مسكين بسيط، وكبر ومرت الأيام وأتت الحرب العالمية الثانية سنة (1939م) ودخلت ألمانيا روسيا، فدخل الجيش وعمره (18) سنة أو (19) سنة، دخل الجيش برتبة عريف، واشتغل على دبابة ودخل المعركة فأُصيب، ثم أخذوه إلى المستشفى، وفي المستشفى عرف من زملائه الجنود المصابين الروس أن الإصابات الكثيرة هذه بسبب سلاح ألماني، فعندهم اختراع بندقية قوية أصابت الكثير من الروس، فقال: لماذا لا نعمل بندقية تضاد البندقية الألمانية؟ فبدأ يرسم ويخطط، ثم إن القوات الروسية أعلنت عن طلب للمخترعين في روسيا أن يقدموا وسيلة لإطلاق الأعيرة النارية بسرعة أكثر، ليقابلوا بها السلاح الألماني، فقدم ما رسمه، فعلماء العسكرية في روسيا درسوا هذه الرسمة فوجدوها في منتهى الروعة، فأخذوه إلى المعمل فنفذها بالفعل وعمل السلاح، وكان اسم الرجل هذا كلاشنكوف فأصبح مخترع الكلاشنكوف الذي هو موجود في العالم إلى الآن، وله أثر ضخم جداً في الحروب السابقة والحالية، وفي كل الحروب في العالم تجد الكلاشنكوف من بداية اختراعه وهو موجود، فهذا الكلاشنكوف في المواقع البرية غيّر الموازين مع الألمان في الحرب العالمية الثانية.
انظروا كلاشنكوف المُعدم الفقير الذي لم ينته بعد من دراسة الإعدادية فعل كل هذا! فيا طلاب الثانوي أنتم سبقتم كلاشنكوف، ويا طلاب الجامعة، ويا علماء الأمة أين الإبداع والاختراع؟ ألم يفد هذا الاختراع روسيا؟ ألم ينفعها هذا الاختراع في حربها؟ ألم يقدّم هذا الاختراع الروس خطوة وخطوات؟ نريد ذلك عند المسلمين.