سائل يقول: عندما يذاكر أو عندما يقرأ في كتب العلم يأتيه ملل فماذا يعمل؟ أقول: للأسف جميع المسلمين مصابون بهذا، وإلا لم يكن هناك ملل لما كان هذا هو حال المسلمين، من موضوع المحاضرة التي مضت قيمة الشيء، فلو فعلاً تشعر بقيمة العلم لن يأتيك ملل، وأذكركم بكلمة الشافعي رحمه الله، وهي كلمة في منتهى التوفيق والروعة، سئل الإمام الشافعي: كيف طلبك للعلم؟ قال: كطلب المرأة المضلة ولدها ليس لها غيره.
فهذه المرأة لن تمل حتى آخر حياتها في البحث عن ولدها، لن تمل ولن تكل، فليس هناك أمامها شيء اسمه ملل؛ لأنها تشعر بقيمة ولدها، فالموضوع يمس حياتها الشخصية، كذلك العلم والاستذكار وطلب النبوغ في هذه المجالات أمر يخصك ويخص أمتك تماماً، فالقصور فيه معناه عدم الفهم.