الصفة التاسعة قبل الأخيرة: التواضع، لابد أن تأتي بعد العزة، وليس معنى العزة أن يكون الشخص متكبراً، وليس معنى العزة أنه ينتفخ أمام الناس بعلمه، ويظن أنه قد حصل ذلك من تلقاء نفسه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة:282]، هذا قول رب العالمين سبحانه وتعالى في وصفه لحال العلماء الأتقياء، يؤتى المرء العلم بعد التقوى، اتقيت الله عز وجل علمك الله عز وجل، أما الفساق والمتكبرون من أبناء هذه الأمة أو من غيرها فيدعون أن العلم جاء عن جهدهم، كما ذكر ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن قارون: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} [القصص:78]، فتكبر بعلمه، فانظروا إلى عاقبته.
والمتواضع لله عز وجل يصل علمه إلى الناس، ويكون علمه أنفع للبشرية وللخلق، وأهم من ذلك كله أنه أنفع وأصلح له هو في آخرته، فإن من مصلحة العالم المتواضع أن يكون من المتواضعين؛ لأن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي جاء في البخاري ومسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) هذا شيء خطير.