فإذا غسلت وجهك فتذكري أن كل خطيئة نظرت إليها عيناك خرجت مع الماء، وإذا غسلت يديك فاستحضري أن كل خطيئة بطشتها يداك خرجت مع الماء، وإذا غسلت رجليك فاستحضري أن كل خطيئة مشتها رجلاك خرجت مع الماء، وبهذا تخرجين من الوضوء مغفورة الذنوب كما قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: " إذا توضأ العبد المسلم (أو المؤمن) فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء (أو مع آخر قطر ماء) فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء (أو مع آخر قطر ماء) فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء (أو مع آخر قطر ماء) حتى يخرج نقيًا من الذنوب" (?) .
ثم إذا هممت بالخروج من المغتسل فاستحضري ما حزتيه من الأجر العظيم من حط الذنوب ورفع الدرجات. واستحضري قوله –صلى الله عليه وسلم-: " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الٍخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط " (?) .
واستحضري كذلك أن مواضع الوضوء ستكون علامة لك يوم القيامة تعرفين بها، فتنظرين إلى أعضائك التي غسلتيها بشيء من السرور والغبطة, أن هداك الله لهذا. وقد جاء في الحديث أنك تعرفين يوم القيامة بوضوئك كما جاء أن حليتك تبلغ منك مبلغ الوضوء.