خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المقبرة فسلم على أهلها، وقال: " سلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. وددت أنا قد رأينا إخواننا "، قالوا: أو لسنا بإخوانك يا رسول الله؟ قال: " أنتم أصحابي، وإخواني قوم لم يأتوا بعد، وأنا فرطكم على الحوض " قالوا: وكيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ قال: " أريتم لو أن رجلاً له خيل غرٌ محجلة بين ظهري خيل بهم دهم ألا يعرف خيله؟ " قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "فإنهم يأتون غرًا محجلين من أثر الوضوء، وأنا فطرهم على الحوض، ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلمّ فيقال: قد أحدثوا بعدك، وأقول: سحقًا سحقًا " (?) .
وقال -صلى الله عليه وسلم-: " إن الحليلة تبلغ مواضع الطهور" (?) .
وإذا خرجت وقد توضأت فاذكري هذا الدعاء لتنالي جزاءه، وهو الوارد في هذا الحديث، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو فيسبغ - الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء " (?) .، وإن زدتِ: "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين" (?) فحسن.
وإذا فعلت ذلك في وضوئك فأنّى للشيطان أن يقربك، وأنّى له أن يدخل عليك بوسواسه، فأنت في كل لحظة معلقة قلبك بالله سبحانه وبما - ورد عن نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
إذا أردت الصلاة بعد وضوئك، وأردت الخشوع فيها، فإن عليك أن تراعي الأمور التالية: