قال الذهبي في السير (4/18) : قيل: كان عامر (عامر بن عبد قيس) لا يزال يصلي من طلوع الشمس إلى العصر، فينصرف وقد انتفخت ساقاه، فيقول: يا أمّارة بالسوء، إنما خُلقتِ للعبادة (?) 5) . وقيل لعامر بن عبد قيس: أما تسهو في صلاتك؟ قال: أوَ حديث أحَبّ إليَّ من القرآن حتى أشتغل به!! هيهات، مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس (?) 6) .
وكان أبو يزيدٍ الرَّبِيعُ بنُ خُثَيْم - رحمه الله- يقول: إني لآنس بصوت عصفور المسجد عن أُنسي بزوجتي.
وكان - رحمه الله - إذا سجد كأنه ثوب مطروحٌ، فتجئ العصافير فتقع عليه.
وكان - رحمه الله - بعدما سقط شقه يهادى بين رجلين إلى مسجد قومه، وكان أصحاب عبد الله بن مسعود يقولون: يا أبا يزيد، لقد رخص الله لك لو صليت في بيتك. فيقول: إنه كما تقولون، ولكني سمعته ينادي: حيّ على الفلاح، فمن سمع منكم: حيّ على الفلاح، فليجبه ولو زحفًا، ولو حبوًا.
وعن أبي حيان التيمي عن أبيه، قال: أصاب الربيع الفالج، فكان يحمل إلى الصلاة، فقيل له: أنه قد رخص لك. قال: قد علمت، ولكن أسمع النداء بالفلاح (?) 7) .
قال بكر بن منير: كان محمد بن إسماعيل يصلي ذات ليلة فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى الصلاة، قال: انظروا أيش آذاني (?) .
قال محمد بن أبي حاتم: دُعِي محمد بن إسماعيل إلى بستان بعض أصحابه، فلما صلى بالقوم الظهر، قام يتطوع، فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه، فقال لبعض من معه: انظر، هل ترى تحت قميصي شيئًا؟ فإذا زنبور قد أبره في ستة عشر أو سبعة عشر موضعًا، وقد تورم من ذلك جسده، فقال له بعض القوم: كيف لم تخرج من الصلاة أول ما أبرك؟ قال: كنت في سورة، فأحببت أن أُتمها"