فقال: إنما روينا رواية ولم نَقُلْه من عند أنفسنا، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بئس أخو العشيرة" قال: وسمعته يقول: ما اغتبت أحدًا قطُّ منذ علمت أن الغيبة حرام، قال: وكان يقول: إني لأرجو أن ألقى الله، ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا.
وقال أبو بكر بن المُنير: كان محمَّد بن إسماعيل يومًا يصلي، فلسعه الزُّنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى صلاته قال: انظروا أي شيء هذا الذي آذاني في صلاتي، فنظروا فإذا الزنبور قد ورّمه في سبعة عشر موضعًا، ولم يقطع صلاته، وقال: كنت في آية فأحببت أن أُتمَّها.
وقال أبو الحسن يوسف بن أبي ذَرّ: كان محمَّد بن إسماعيل قد مرض فعرضوا ماءه على الأطباء، فقالوا: إن هذا الماء يشبه ماء بعض أساقفةِ النَّصارى، فإنهم لا يَأْتَدِمُون، فصدقهم، وقال: لم أئتدم منذ أربعين سنةً، فسألوا عن علاجه، فقالوا: علاجه الأدم، فامتنع حتى ألح عليه المشايخ، وأهل العلم، فأجابهم إلى أن يأكل مع الخبز سكرة.
وقال الحاكم: كان محمَّد بن إسماعيل إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم، ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن، وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختِم عند السحر في كل ثلاث ليال، وكان يختِم بالنهار في كل يوم ختمة، ويكون ختمه عند الإِفطار كل ليلة، ويقول: عند كل ختمة دعوة مستجابة.
وقال ورّاقه: كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القَيْظ، فكنت أراه يقوم في الليلة خمس عشرة مرة إلى عشرين، في كل ذلك يأخذ القدّاحة، فيُوري نارًا بيده ويُسرج، ويخرّج أحاديث، فيعلم عليها، ثم يضع رأسه، فقلت له: إنك تحمل على نفسك كل هذا ولا توقِظُني، قال: أنت شاب فلا أحب أن آخذ عليك نومك، وكان يصلي وقت السحر ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، قال: وكان معه