من ابن آدم، فإذا برأسه مثل الحية، واضع رأسه على ثمرة القلب، فإذا ذكر العبد ربه خَنَس، وإذا غَفَلَ وسوس.

واختلف هل خاتم النبوة خاصٌ بنبينا - صلى الله عليه وسلم -؟ أو لكل نبي خاتم؟ فقد أخرج الحاكم في "المستدرك" عن وهب بن مُنَبِّه. قال: لم يبعث الله نبيًا إلا وقد كان عليه شامات النبوة في يده اليمنى إلا أن يكون نبينا - صلى الله عليه وسلم - فإن شامة النبوة كانت بين كتفيه.

وعلى هذا يكون وضع الخاتمُ بين كتفيه بإزاء قلبه مما اختص به عن سائر الأنبياء.

تنبيه

تنبيه: قد أكثر الناس فيمن أدخله في قبره، وفيمن صلّى عليه، والأصح أن الذي صلّى عليه عليٌّ، والعباس وبنو هاشم، ثم خرجوا، ثم دخل المهاجرون، ثم الأنصار، ثم الناس يصلون عليه أفذاذًا، لا يؤمهم أحد، ثم النساء والغلمان. والأصح أيضًا أن الذي نزل في قبره، عليه الصلاة والسلام، عمه العباس ومعه عليّ وقُثَم والفضل ابنا العباس، ويقال كان أوس بن خَوْلي، وأسامة بن زيد معهم، وكان آخرهم خروجًا من القبر قثم بن العباس، كان آخر الناس عهدًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن عبد البر: وقد ذُكر عن المُغيرة بن شُعبة في ذلك خبر لا يصح. أنكره أهل العلم، ودفعوه يريد ما روي من أنه أسقط خاتمه في القبر الشريف وطلب أخذه، فدخل وأخذه قاصدًا أن يكون آخر الناس عهدًا به - صلى الله عليه وسلم -، وألحد له عليه الصلاة والسلام، وبني في قبره اللَّبِنَ، يقال: تسع لبنات، وطرح في قبره سمل قطيفه كان يلبسها، فلما فرغوا من وضع اللبن أخرجوها، وهالوا التراب على لحده. وقبره عليه الصلاة والسلام، قيل: مسطح، وقيل: مُسَنَّم، ورش الماء عليه رشًّا.

واعلم أن فضائله عليه الصلاة والسلام، وأعلام نبوته قد وضع العلماء فيها، وجمع كل منهم ما انتهت روايته، ومطالعته إليه، وهي أكثر من أن تُحصى، وقد أجرينا من ذكره ها هنا - صلى الله عليه وسلم - لُمَعًا يحسن الوقوف عليها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015