وروى الطبراني عن ابن عمر قال: "إن الله اختار خلقه فاختار منهم بني آدم، ثم اختار منهم العرب، ثم اختارني من العرب، فلم أزل خيارًا من خيار ألا من أحب العرب فبحبي أَحَبَّهُم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغَضَهُمْ".
واعلم أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يزل ينتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات إلى أن وُلِدَ، فقد روى ابن سعد، وابن عساكر عن هشام بن محمَّد بن السائب الكلبي عن أبيه، قال: كانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - خمس مئة أم، فما وجدت فيهن سِفاحًا، ولا شيئًا مما كان في أمر الجاهلية. وروى الطبراني في "الأوسط"، وأبو نعيم، وابن عساكر عن علي بن أبي طالب، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خرجتُ من نكاح ولم أخرج من سِفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء".
وروى أبو نعيم، عن ابن عباس مرفوعًا: "لم يلتق أبواي قطُّ على سفاح؛ لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة، مصفى مهذبًا، حتى لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما".
وروى البزار عنه في قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} قال: من نبي إلى نبي حتى أخْرَجْتُك نبيًا. وروى عنه أبو نعيم أيضًا في الآية أنه قال: "ما زال النبي - صلى الله عليه وسلم - يتقلَّبُ في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أمه".
وعن جعفر بن محمد عن أبيه في قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] قال: لم يُصبه شيء من ولادة الجاهلية، قال: وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ "خرجت من نِكاح غير سِفاح". وروى ابن مردويه عن أنس قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفَسِكُمْ} بفتح الفاء. وقال: أنا أنفسكم نسبًا وصهرًا وحسبًا، ليس من آبائي من لدن آدم سفاح كلنا نكاح، وفي "الدلائل" لأبي نعيم، وأخرجه الطبراني في