على أفنية قبورها, لا أنها لا تفارق الأفنية، بل كما قال مالك، إنه بلغه أن الأرواح تسرح حيث شاءت.
وقوله: حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة، أي: لا تصل إليه إلى يوم البعث. وفي رواية مسلم عن يحيى عن مالك "حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة". وحكى ابن عبد البر فيه الاختلاف بين أصحاب مالك، وأن الأكثر رووه كرواية البخاري، وأن ابن القاسم رواه كرواية مسلم. قال: والمعنى حتى يبعثك الله إلى ذلك المقعد، ويحتمل أن يعود الضمير إلى الله، فإلى الله ترجع الأمور، والأول أظهر، ويؤيده رواية الزُّهريّ عن سالم عن أبيه بلفظ "ثم يقال هذا مقعدك الذي تبعث إليه يوم القيامة". أخرجه مسلم. وقد أخرج النَّسَائيّ رواية ابن القاسم، لكن لفظه كلفظ البخاري.
رجاله أربعة قد مرّوا، مرَّ إسماعيل بن أبي أوَيس في الخامس عشر من الإيمان، ومرَّ عبد الله بن عمر في أول الإيمان قبل ذكر حديث منه، ومرَّ مالك في الثاني من بدء الوحي، ومر نافع في الأخير من العلم. والحديث أخرجه مسلم في صفة النار، والنّسائيّ في الجنائز. ثم قال المصنف: