في التاسع منه، ومرَّ أبو معاوية في تعليق بعد الثالث منه، ومرَّ الشَّعبيّ في الثالث منه، ومرَّ أبو إسحاق الشيباني في السابع من الحيض، ومرَّ ابن عباس في الخامس من بدء الوحي.
والإنسان المبهم، قيل إنه أم مِحْجَن، وقد مرت في الحادي والستين من استقبال القبلة، والصحيح أنه طلحة بن البراء بن عمير بن وَبْرة بن ثعلبة بن غَنم بن سَرِيّ بن سَلَمة بن أُنيف البَلَوِيّ، حليف بن عمرو بن عوف الأنصاري.
أخرج أبو داود والطبراني والبَغويّ أنه لما لقيَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، جعل يدنو منه ويلصق به، ويقبل قدميه، فقال له: يا رسول الله، مرني بما أحببت لا أعصي لك أمرًا، فعجب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، لذك سر به وهو غلام فقال له: إذهب فاقتل أباك، فذهب ليفعل فدعاه، فقال: "أقبل، فإني لم أُبعث بقطيعة رحم". وأخرجه ابن السكن عنه أنه أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: ابسط يدك أُبايعك، قال: على ماذا؟ قال: على الإِسلام، قال: وإن أمرتك أن تقتل أباك؟ قال: لا، ثم عاد، فقال مثل قوله، حتى فعل ذلك ثلاثًا، فقال: نعم.
وكانت له والدة، وكان من أبر الناس بها، فقال: يا طلحة، إنه ليس في ديننا قطيعة رحم، ولكن أحببت أن لا يكون في دينك ريبة، ثم مرض طلحة بعد ذلك، فروى أبو داود وغيره، أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أتاه يعوده فقال: إني لا أرى طلحة إلا قد حدث به الموت، فآذنوني به وعجلوا، فإنه لا ينبغي لمسلم أن يحبس بين ظهراني أهله، فتوفي ليلًا، وقال: ادفنوني وألحقوني بربي، ولا تدعو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإني أخاف عليه اليهود، وأن يصاب بسببي، فأُخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أصبح فجاء حتى وقف على قبره، وصف الناس معه، ثم رفع يديه وقال: "اللهم القَ طلحةَ وأنت تضحك إليه، وهو يضحك إليك". وفي رواية أنه قال: "لا ترسلوا إليه في هذه الساعة، فتلسعه دابة، أو يصيبه شيء، ولكن إذا أصبحتم فاقرؤوه مني السلام، وقولوا له: فليستغفر لي".
فيه التحديث بالأفراد والأخبار بالجمع، والعنعنة والقول، وشيخ البخاريّ من أفراده، وهو بِيْكَنديُّ بخاريٌّ، وبقية الرواة كوفيون، أخرجه البخاريّ في الصلاة، وفي الجنائز، ومسلم في الجنائز، وكذا أبو داود والترمذيّ والنسائي ابن ماجة. ثم قال المصنف: