في الحديث السابع، ومرّ هناك المراد بالأخ ومحله. ثم قال: تابعه سليمان بن كثير وسفيان بن حسين عن الزهري في الجهر يعني بإسناده المذكور. ورواية سليمان وصلها أحمد عنه بلفظ: "خسفت الشمس على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فكبّر ثم كبّر الناس ثم قرأ فجهر بالقراءة" الحديث، وهو في مسند أبي داود الطيالسي بهذا الإسناد مختصرًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جهر بالقراءة في صلاة الكسوف. وأما رواية سفيان بن حسين فوصلها الترمذي والطحاوي بلفظ: "صلى صلاة الكسوف وجهر بالقراءة فيها" وقد تابعهم على ذكر الجهر عن الزهري عقيل عند الطحاوي، وإسحاق بن راشد عند الدارقطني، وهذه طرق يعضد بعضها بعضًا، يفيد مجموعها الجزم بذلك، فلا معنى لتعليل من أعله بتضعيف سفيان بن حسين وغيره، فلو لم يرد في ذلك إلاَّ رواية الأوزاعي لكانت كافية فيه، وقد استوفى حكمه عند الأئمة وما احتجوا به عند حديث أسماء في أوائل صفة الصلاة في باب مفرد بعد باب ما يقال بعد التكبير. وسليمان بن كثير مرَّ في التاسع والثلاثين من كتاب الجمعة. ومرّ الزهري في الثالث من بدء الوحي، وسفيان بن حسين بن الحسن أبو محمد، ويقال أبو الحسن الواسطي. قال يعقوب بن شيبة: صدوق ثقة. وفي حديثه ضعف. وقال النسائي: ليس به بأس إلاَّ في الزهري، وقال عثمان بن أبي شيبة: كان ثقة، إلاَّ أنه كان مضطربًا في الحديث قليلًا. وقال العجلي: ثقة، وقال ابن سعد: ثقة، يخطىء في حديثه كثيرًا. وذكره ابن حِبّان في الثقات وقال: أما روايته عن الزهري فإن فيها تخليطًا يجب أن يجانب وهو ثقة في غير الزهري. وقال ابن خراش: كان مؤدبًا ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به مثل ابن إسحاق وهو أحب إليَّ من سليمان بن كثير. وقال البزار: واسطي، ثقة. وقال أحمد: ليس بذاك في حديث الزهري. روى عن إياس بن معاوية والحكم بن عتيبة ومحمد بن سيرين والزهري وغيرهم. وروى عنه شعبة ويزيد بن هارون وهشيم بن بشير وغيرهم، قال ابن خراش: مات بالري مع المهدي. وقال ابن حِبّان: مات في ولاية هارون الرشيد.
قال في "الفتح": اشتملت أبواب الكسوف على أربعين حديثًا، نصفها موصول ونصفها معلّق. المكرر منها فيه وفيما مضى اثنان وثلاثون، والخالص ثمانية. وافقه مسلم على تخريجها سوى حديث أبي بكرة وحديث أسماء في العتاقة. ورواية عمرة عن عائشة الأولى أطول لكنه أخرج أصله، وفيه من الآثار عن الصحابة والتابعين خمسة آثار فيها أثر عبد الله بن الزبير وفيها أثر عروة في تخطئته، وهما موصولان. ثم قال المصنف: