أي سواء كان للشمس أو القمر.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ نَمِرٍ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها جَهَرَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي صَلاَةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ كَبَّرَ فَرَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ". ثُمَّ يُعَاوِدُ الْقِرَاءَةَ فِي صَلاَةِ الْكُسُوفِ، أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ.
قوله: "جهر النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الخسوف بقراءته" استدل به على الجهر فيها بالنهار وحمله جماعة ممن لم ير ذلك على كسوف القمر، وليس بجيد؛ لأن الإسماعيلي روى هذا الحديث من وجه آخر، عن الوليد بلفظ: "كسفت الشمس في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-". فذكر الحديث، وكذا رواية الأوزاعي التي بعده صريحة في الشمس.
قد مرّوا إلاَّ عبد الرحمن، مرَّ محمد بن مهران والوليد بن مسلم في السادس والثلاثين من مواقيت الصلاة، ومرّ ابن شهاب في الثالث من بدء الوحي وعروة وعائشة في الثاني منه، وعبد الرحمن هو ابن نمِر بكسر الميم اليحصبي أبو عمرو الدمشقي، ذكره ابن حِبّان في الثقات، وقال: من ثقات أهل الشام ومتقنيهم. وقال أبو أحمد الحاكم: مستقيم الحديث. وقال ابن البرقي: ثقة، وقال الذهلي: عبد الرحمن بن نمر وعبد الرحمن بن خالد ثقتان، ولا تكاد نجد لابن نمر حديثًا عن الزهري إلا ودون الحديث مثله، يقول: سألت الزهري عن كذا، فحدثني عن فلان وفلان فيأتي بالحديث على وجهه، وقال ابن معين: ابن نمر الذي يروى عن الزهري ضعيف. وقال دحيم: صحيح الحديث عن الزهري وقال أبو داود: ليس به بأس كان كاتبًا حضر مع ابن هشام والزهري يملي عليهم.
وقال ابن عدي في حديثه عن الزهري عن عروة عن مروان عن بسرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالوضوء في مس الذكر، والمرأة مثل ذلك. هذه الزيادة أي: "والمرأة مثل ذلك" لا يرويها عن الزهري غير ابن نمر هذا، وهو في جملة من يكتب حديثه من "الضعفاء" ولم يخرج له الشيخان