فيه التحديث بالجمع والعنعنة والقول والإخبار بالجمع، ورواته ما بين مروزي ومدني.
ثم قال "تابعه يونس بن محمد عن فليح وحديث جابر أصح" كذا عند جمهور رواة البخاري عن الفربري وهو مشكل؛ لأن قوله: "أصح" يباين قوله: "تابعه"؛ لأن المتابعة تقتضي المساواة فكيف تتجه الأصَحِّية الدالة على عدم المساواة. وذكر أبو علي الجياني أنه سقط قوله، وحديث جابر أصح من رواية إبراهيم بن معقل النسفي عن البخاري فلا إِشكال فيها.
وفي رواية ابن السكن "تابعه يونس بن محمد عن فليح عن سعيد عن أبي هريرة" وفي هذا توجيه قوله: "أصح" ويبقى الإشكال في قوله: "تابعه" فإنه لم يتابعه بل خالفه، وقد أزال الإشكال أبو نعيم في "المستخرج" فقال: أخرجه البخاري "عن محمد عن أبي نميلة وقال تابعه يونس بن محمد عن فليح"، وقال محمد بن الصلت: "عن فليح عن أبي هريرة" وحديث جابر أصح؛ وبهذا جزم أبو مسعود في "الأطراف" فيكون معنى قوله: "وحديث جابر أصح" أي: من حديث من قال فيه عن أبي هريرة وذكر أبو مسعود أن الهيثم بن جميل رواه عن فليح كما قال ابن الصلت عن أبي هريرة، والذي يغلب على الظن أن الاختلاف فيه من فليح فلعل شيخه سمعه من جابر ومن أبي هريرة، ويقوي هذا اختلاف اللفظين، وقد رجح البخاري أنه عن جابر وخالفه أبو مسعود والبيهقي فرجحا أنه عن أبي هريرة. قال في "الفتح" ولم يظهر لي في ذلك ترجيح.
وهذه المتابعة وصلها الإسماعيلي من طريق ابن أبي شيبة، ورجالها قد مرّوا: مرّ محل سعد وفليح في الذي قبله، ومرّ يونس بن محمد في الرابع والعشرين من "الوضوء"، ومرّ أبو هريرة في الثاني من "الإيمان". ثم قال المصنف: