وأما سنة المغرب فقد روى الترمذي عن ابن مسعود أنه قال: ما أحصي ما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل صلاة الفجر بـ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.
وأخرج الترمذي عن ابن عمر قال: "حفظت من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر ركعات الحديث، وفيه ركعتين بعد المغرب في بيته" واتفق عليه الشيخان عن ابن عمر وروى أبو الشيخ بن حبان عن عائشة مرفوعًا "ما من صلاة أحب إلى الله من المغرب" الحديث، وفيه فمن صلاها ثم صلى بعدها ركعتين قبل أن يتكلم جليسه رفعت صلاته في أعلى عليين. وروى ابن أبي شيبة عن ابن عمر من صلى بعد المغرب أربعًا كان كالمعقب غزوة بعد غزوة وبالغ بعض التابعين، فروى ابن أبي شيبة عن سعيد ابن جبير قال: لو تركت الركعتين بعد المغرب لخشيت أن لا يغفر لي.
وقد شذ الحسن البصري فقال بوجوبهما، وأما سنة العشاء وهما الركعتان بعدها فمن السنن المؤكدة، وقد صح أنه "-صلى الله عليه وسلم- كان لا يدعهما".
وعن أنس قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من صلّى ركعتين بعد العشاء الآخرة يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب، وعشرين مرة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} بني الله عزّ وجلّ له قصرًا في الجنة" رواه أبو الشيخ بن حبان. ويأتي إن شاء الله تعالى الكلام على سنة الظهر في أبواب التطوع.
قد مرّوا: مرّ عبد الله بن يوسف ومالك في الثاني من "بدء الوحي". ومرّ نافع في الأخير من "العلم"، ومرّ ابن عمر في أول "الإيمان" قبل ذكر حديث منه. أخرجه الخمسة الباقون ثم قال المصنف: