حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: إِنِّي لأَدْخُلُ فِي الصَّلاَةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ.
قوله: وأنا أريد إطالتها، فيه أن من قصد في الصلاة الإتيان بشيء مستحب لا يجب عليه الوفاء به، خلافًا لأشهب حيث ذهب إلى أن من نوى التطوع قائمًا ليس له أن يتمه جالسًا. وقوله: مما أعلم، في رواية الكُشْمِيْهَنيّ "لما أعلم" وقوله: وَجْد أمه، أي حزنها. قال صاحب "المُحكم": وَجَد يَجدِ وَجْدًا بالسكون والتحريك، أي حَزن، وكأنّ ذكر الأم هنا خرج مخرج الغالب، وإلا فمن كان في معناها ممن يحصل له اشتغال القلب، وإن لم يصل إلى درجتها، ملتحق بها.
مروا كلهم، مرَّ عَلِيّ بن المَدينيّ في الرابع عشر من العلم، ومرَّ يَزِيد بن زُرَيْع في السادس والتسعين من الوضوء، ومرَّ سعيد بن أبي عَرُوبَةَ في الحادي والعشرين من الغُسل، ومرَّ قتَادَةُ وَأَنَسُ في السادس من الإيمان.
فيه التحديث بصيغة الجمع والإفراد والقول، ورواته كلهم بصريون. أخرجه مسلم وابن ماجَه في الصلاة أيضًا.