باليمن، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قسم اليمن على خمسة رجال: خالد بن سَعيد على صَنْعاء، والمهاجر بن أبي أميّة على كِندة، وزياد بن لَبيد على حَضْرَمُوت، ومعاذ بن جَبَل عَلى الجَنَد، وأبي موسى الأشْعَري على زَبِيد وزَمْعَة وعَدَن والساحل، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل حين وجهه إلى اليمن: "بِمَ تقضي؟ " قال: بما في كتاب الله، قال: "فإن لَمْ تجِد؟ " قال: بما في سنة رسول الله، قال: "فإن لم تجد؟ " قال أجتهد رأيي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحمد لله الذي وفَّق رسولَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لما يُحِبُّ رسولُ الله".

قال ابن إسحاق: والذين كَسَروا آلهة بني سَلَمَة معاذُ بن جبل، وعبد الله بن أُنيس، وثَعْلبة بن غنمة.

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعلَمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بن جَبَل" وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يأتي معاذُ بن جَبَلٍ يوم القيامة إِمامَ العلماءِ".

وروي عن خالد بن مَعْدان، قال: كان عبد الله بن عُمر، يقول: حدِّثونا عن العاقِليْن العالميْن، قيل: من هما؟ قال: هما معاذُ بن جَبَل وأبو الدَّرْدَاء. وروى الشعبيُّ عن فَرْوة الأشجعِيّ، قال: كنت جالسًا مع ابن مسعود، فقال: إن معاذًا كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يَكُ من المشركين.

فقلت: يا أبا عبد الرحمن إنما قال الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا} [النحل: 120] فأعاد قوله: إن معاذًا ... فلما رأيته أعاد عرفت

أنه تَعَمَّد الأمر فسكت، فقال: أتدري ما الأمة؟ ومن القانت؟ قلت: الله أعلم، قال: الأمة الذي يعلَم الخيرَ ويُؤتَمُّ به ويُقتدى، والقانِتُ: المطيعُ لله تعالى، وكان مُعاذ بن جَبَل معلمًا للخير مطيعًا لله تعالى ولرسوله. وَوَرَدَ: يأتي معاذٌ يومَ القيامة أمام الناس برَتْوَة، أي: بمهلة، وهي بفتح الراء، وسكون التاء، وواو مفتوحة، وعَدَّه أنَس بن مالك من الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو في "الصحيح". وفيه عن عبد الله بن عَمرو: "اقْرَؤوا القرآن مِن أرْبَعَة"، فذكره فيهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015