الإسراء إلى بيت المقدس قبل العروج إلى السماء، وما ذكره غيره. ووقع في غير هذه الرواية التي عند المؤلف بيان ما رآه ليلة الإسراء، فمن ذلك ما وقع عند النَّسائيّ من رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أُتيتُ بدابة فوق الحمار، ودون البغل ... الحديث" وفيه: "فركبت ومعي جبريل، فسرت فقال: أنزل فصَلِّ ففعلتُ. فقال: أتدري أين صليت؟ صليتَ بطيبة". واليها المهاجَرة، بفتح الجيم. وفي حديث شداد بن أوس عند البزار والطبرانيّ أنه أول ما أُسري به مر بأرض ذات نخل، فقال له جبريل: إنزل فصلِّ فنزلَ فصلى فقال: صليتَ بيثرب. ثم قال في روايته "ثم قال: أنزل فصلِّ" مثل الأول، قال: صليتَ بطُور سيناء حيث كلّم الله موسى. ثم قال: أنزل فذكر مثله. قال: صليت ببيت لحم، حيث ولد عيسى. وقال في رواية شداد بعد قوله يثرب: ثم مرَّ بأرض بيضاء فقال: أنزل فصل، فقال: صليت بمَدْيَن وفيه أنه دخل المدينة من بابها اليمانيّ فصلى في المسجد. وفيه أنه مر في رجوعه بعِيرٍ لقريش، فسلّم عليهم فقال بعضهم: هذا صوت محمد. وفيه أنه أعلمهم بذلك، وأن عِيرهم تَقْدُم في يوم كذا، فقدمت الظهر يقدمهم الجمل الذي وصفه.
وعند البيهقيّ في الدلائل عن أنس أنه مرَّ بشيء يدعوه متنحيًا عن الطريق، فقال له جبريل: سر، وإنه مرَّ بعجوز فقال: ما هذه؟ فقال: سر، وإنه مرَّ بجماعة فسلموا، فقال جبريل: اردد عليهم. وفي آخره فقال له: الذي دعاك إبليس، والعجوز الدنيا، والذين سلموا إبراهيم وموسى وعيسى. وعند الطبرانيّ والبزار عن أبي هريرة أنه مرَّ بقوم يزرعون ويحصدون، كلما حصدوا عاد كما كان، قال جبريل: هؤلاء المجاهدون. ومرَّ بقوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت، قال: هؤلاء الذين تثاقل رؤوسهم عن الصلاة. ومرَّ بقوم على عوراتهم رقاع يسرحون كالأنعام، قال هؤلاء الذين لا يؤدون الزكاة، ومرَّ بقوم يأكلون لحمًا نِيًا خبيثًا، ويدعون لحمًا نضيجًا طيبًا قال: هؤلاء الزُّناة. ومر برجل جمع حزمة حطب لا يستطيع حملها، ثم هو يضم إليها غيرها، قال: هذا الذي عنده الأمانة