ولو كان طول العمر يخلد واحدًا ... منه ويدفع عنه عمر ممدد
لكان الذي راحوا به يحملونه .... مقيمًا ولكن ليس حي بمخلد
نروح ونغدوا والحتوفُ أمامنا ... يَضَعْنَ لنا حتف الردى كل مرصدِ
وقد قال لي: ماذا تعد لما ترى ... وفيه إذا ما قال غير مفندِ
فقلت له: أعددت للبعث، والذي ... أراد به أني شهدت بأحمد
وأن لا إله غير ربي هو الذي ... يميت ويحيي يوم بعث وموعد
وهذا الذي أعددت لا شيء غيره ... وإن قلتَ لي أكثر من الخير وازدد
فقال لقد أعصمت بالخير كله ... تمسك بهذا يا فرزدق ترشد
والعُطارديّ نسبة إلى عطارد بن عوف أبي حيٍّ من بني تميم.
الخامس: عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن نَهم بن حُذيفة بن جُهْمة بن غاضِرة بن حُبْشَة بن كعب بن عمر الخُزاعيّ، يكنى أبا نجيد، بنون وجيم مصغرًا. كان إسلامه عام خيبر، وغزا عدة غزوات، وكان صاحب راية خُزاعة يوم الفتح. وقال الطبرانيّ: أسلم قديمًا هو وأبوه وأخته، وكان ينزل ببلاد قومه، ثم تحول إلى البصرة إلى أن مات بها. قال أبو الأسود الدّؤلي: قدمت البصرة وبها عمران بن حصين، وكان عمر بعثه ليفقه أهلها. وقال خليفة: استقضى عبد الله بن عامر عمران بن الحصين على البصرة، فأقام أيامًا ثم استعفاه. وقال ابن سعد: استقضاه زياد ثم استعفاه، فأعفاه. وأخرج الطبرانيّ بسند صحيح عن ابن سيرين قال: لم يكن تقدم على عمران أحد من الصحابة ممن نزل البصرة. وقال أبو عمران: كان من فضلاء الصحابة وفقهائهم، يقول عنه أهل البصرة: إنه كان يرى الحفظة، وكانت تكلمه حتى اكتوى، وروى الحسن عن عِمران أنه شق بطنه فلبث زمانًا طويلًا، فدخل عليه رجل، فذكر قصته، فقال: إن أحب ذلك إليّ أحبه إلى الله. قال: حتى اكتوى قبل وفاته بسنتين، وكان يسلم عليه حتى اكتوى، ففقده ثم عاد إليه. وقال ابن سيرين: أفضل من نزل البصرة من الصحابة عمران بن حصين وأبو بكرة. وكان يحلف أنه ما قدم البصرة والسرور خير لهم من عمران، كان قد اعتزل الفتنة فلم يقاتل