وغسان ماء كان شربًا لولد مازن بن الأزد، واختار ابن حَجَر في "الفتح" أن قحطان من ولد إسماعيل، لما في حديث أبي هريرة عند البخاري في قصة هاجر، حيث قال عليه الصلاة والسلام، وهو يخاطب الأنصار، فتلك أمكم يا بني ماء السماء، قال: ولأن عدد الآباء بين المشهورين من الصحابة وغيرهم وبين قحطان متقارب من عدد الآباء بين المشهورين من الصحابة وغيرهم وبين عدنان، فلو كان قحطان هو هودًا، أو ابن أخيه، أو قريبًا من عصره، لكان في عداد عاشر جد لعدنان على المشهور أن بين عدنان وبين إسماعيل أربعة آباء، أو خمسة. وأما على القول بأن بين عدنان وإسماعيل نحو أربعين أبًا، فذلك أبعد.

والنجّاري في نسبه نسبة إلى النجار جد بطن من الخزرج، وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمر، سمي النجار بذلك، لأنه ضرب رجلًا فنجره، فقيل له: النجار. وفي كل من الأوس والخزرج عدة بطون ليس هذا محل تتبعها.

والقُرَشِيّ في نسب الحُمَيْدِي، وعمر بن الخطاب نسبة إلى قُريش وهم ولد النَّضْر بن كِنانة، وبذلك جزم أبو عُبيدة أخرجه ابن سعد عن أبي بكر بن الجَهْمِيّ. ورُوي عن هشام بن الكَلْبِيّ، عن أبيه: كان سكان مكة يزعمون أنهم قريش دون سائر بني النَّضْرَ حتى رحلوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - , فسألوه مَنْ قُريش، فقال: من ولد النَّضْر بن كِنانة، وقيل: هم ولد فِهْر بن مالك بن النَّضْر، وهذا قول الأكثر، وبه جزم مُصْعب. قال: ومن لم يلده فِهْر فليس قرشيًّا، وذكر الرَّافِعِيّ وجهين غريبين، قال: ومنهم من قال: هم ولد إلياس بن مُضر. ومنهم من قال: هم ولد مُضر بن نزار، وقيل: أول من نسب إلى قريش قُصَيّ بن كِلاب، فروى ابن سعد أن عبد الملك بن مَروان سأل مُحمد بن جُبير: متى سُميت قريش قريشًا؟ قال: حين اجتمعت إلى الحرم بعد تفرقها، فقال: ما سمعت بهذا, ولكن سمعت أن قصيًّا كان يقال له: القُرَشِيّ، ولم يُسَمَّ أحد قرشيًا قبله. وروى ابن سعد من طريق المِقْداد: لما فرغ قُصَيّ من نفي خُزاعة من الحرم، تجمعت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015