حَوْضٌ هُنالِكَ مَوْرُود بِلا كَذِبٍ ... لا بُدَّ مِنْ وِرْدِهِ يَوْمًا كَمَا وَرَدُوا
وروى عروة عن عائشة أنها قالت: ناحت العين على عمر قبل أن يُقْتَلَ بثلاث، فقالت: أبعد قتيل بالمدينة أظلمت .... الخ.
وروي عن أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق، أن عائشة حدثتها أن عمر - رضي الله عنه - أذن لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في آخر حجة حجها، قالت: فلما ارتحل من الحصبة، أقبل رجل متلثم، فقال وأنا أسمع: أين كان منزل أمير المؤمنين؟ فقال قائل وأنا أسمع: هذا منزله كان، فأناخ في منزل عمر ثم رفع عقيرته يتغنى:
أَبعْدَ قَتيلٍ بالمدينة أَظلَمَتْ ... لهُ الأَرضُ تَهْتزُّ العِضَاهُ بأَسْوقِ
جَزى الله خَيْرًا من إمامٍ وباركَتْ ... يدُ اللهِ في ذاك الأَديمِ المُمَزَّقِ
فمَنْ يَسْعَ أو يَرْكبْ جَناحَيْ نَعامةٍ ... لِيُدْركَ ما قَدَّمتَ بالأَمْس يُسْبَقِ
قَضَيْتَ أُمورًا ثم غادرتَ بعدها ... بَوائِقَ في أَكْمامِها لم تُفَتَّق
فما كُنتُ أَخشى أَنْ تَكونَ وفاتُهُ ... بِكَفَّيْ سَبَنْتى أزرَق العَينِ مُطرقِ
قالت عائشة: فقُلْتُ لبعض أهلي: أعلموني من هذا الرجل؟ فذهبوا فلم يجدوا في مناخه أحدًا، قالت عائشة: فوالله إني لأحسبه من الجنّ، فلما قتل عمر نَحَلَ الناس هذه الأبيات للشَّمّاخ بن ضرار، أو لأخيه مزرد، والسَّبَنْتى الجريء، والنمر، والمطرق الحنق، ورواية أم كلثوم ليس فيها البيت الأول والبيت الأخير.
وليس في الصحابة من اسمه عُمر بن الخطاب غيره- وفيهم من اسمه عُمر كثيرون، قيل: إنهم ثلاثة وعشرون نفسًا، على خلاف بعضهم.
وفي الرواة عمر بن الخطاب غيره ستة:
الأول: كوفي روى عنه خالد بن عبد الله الواسِطي.
والثاني: رَاسِبِيّ، روى عنه سُويد أبو حاتم.
والثالث: إسكنْدَريّ، روى عن ضمام بن إسماعيل.