على يديه بالشام والعراق ومصر، ودوَّن الدواوين، وأرَّخ التاريخ, وكان نقش خاتمه -كفى بالموت واعظًا- وكان أصلع أعسر طُوالًا، آدم، شديد الأدمة. وقال أبو رجاء العُطارِدِيّ: كان أبيض شديد حُمرة العينين، وزعم الواقدي أن سمرته إنما كانت من أكل الزيت، عام الرَّمادة، وقال ابن عبد البَرّ: أصح ما في هذا الباب حديث الثَّوْري، عن زِرّ بن حُبَيْش، قال: رأيت عمر شديد الأدمة، وقال أنس: كان أبو بكر يَخْضِبُ بالحِنّاء والكَتَم، وكان عمر يخضب بالحناء بحتًا. وقد روي عن مُجاهد، إن صَحَّ أن عمر كان لا يغير شَيْبَهُ وروى شُعبة عن هِلال بن عبد الله: رأيت عمر بن الخطاب آدم ضخمًا، كأنه من رجال سَدوس في رجليه روح كان لا يخاف في الله لومة لائم، وهو أول من نور شهر الصوم بصلاة الأشفاع فيه، وأول من اتخذ الدِّرّة.
ومن حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب صدر عمر - رضي الله عنه - لما أسلم ثلاث مرات، وهو يقول: "اللهُمَّ أَخْرِجْ ما في قَلْبَهُ من غِلٍّ، وأَبْدِلْهُ إيمانًا". يقولها ثلاثًا.
ونزل القرآن بموافقته في أُسارى بدر، وفي الحجاب، وفي تحريم الخمر وغير ذلك. وقد أوصل بعضهم موافقته أي التي نزل فيها القرآن على وفق ما قال وما أراد، إلى أكثر من عشرين. وقد أفردها بعضهم بالتأليف.
وقد قال علي - رضي الله عنه -: إن في القرآن لقرآنًا من رأي عمر وما قال الناس بشيء وقال عمر؛ إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر، وقال ابن عمر: ما نزل بالناس أمرٌ، فقال الناس، وقال عمر؛ إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر.
ومن حديث ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله جَعَلَ الحقَّ على لسان عُمر وقلبه".
ومن حديث عُقْبة بن عامر؛ وأبي هُريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه قال: "لَوْ بَعْدي نَبِيٌّ لكان عُمر".