ابن مخزوم، وقيل: حَنْتَمة بنت هِشام أخي هاشم فتكون أخت أبي جَهل.
والأول أصح.
لُقِّبَ بالفاروق، لأن الله تعالى فرق بين الحق والباطل بإسلامه، فكناه النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك.
وهو أول من سمي أمير المؤمنين بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد سمي عبد الله ابن جَحْش بها في حياته، واختلف في سبب تسميته بذلك. قيل: إنه لما تولى الخِلافة قال: كان أبو بكر يقال له: خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكيف يقال لي خليفة خليفة؟ يطول ذلك؟ فقال له المُغيرة بن شُعبة: أنت أميرنا، ونحن المؤمنين، فأنت أمير المؤمنين. قال. فذاك إذن. وقيل: سببه هو أن عُمر أرسل إلى عامل العراق أن ابعث إليَّ رجلين جَلْدين نبيلين، أسألهما عن العراق وأهله، فبعث إليه لبيد بن رَبيعة، وعَدِيّ بن حاتم، فلما قدما المدينة أناخا راحلتيهما بباب المسجد، ثم دخلا، فقالا لعَمرو ابن العاص: استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقال عَمرو: وأنتما والله أصبتما اسمه، نحن المؤمنون وهو أميرنا، فدخل على عُمر وقال له: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال له عُمر: ما بدا لك بهذا الاسم، يعلم الله لتخرجن مما قلت أو لأفعلن، قال: إن لبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم قدما، ودخلا، وقالا لي: استأذن لنا أمير المؤمنين، فهما والله قد أصابا اسمك، أنت الأمير، ونحن المؤمنون، فجرى الكتاب من يومئذ.
ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، كان من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة في الجاهلية. وذلك أن قريشًا كانت إذا وقعت بينهم حرب، بعثوه سفيرًا، وإذا نافرهم منافر، أو فاخرهم مفاخر بعثوه منافرًا أو مفاخرًا، ورضوا به.
أسلم بعد أربعين رجلًا وإحدى عشرة امرأة، وكان إسلامه عزًّا، ظهر به الإِسلام بدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - شهدا بدرًا والمشاهد كلها، وولي الخلافة بعد أبي بكر, وبويع له يوم مات أبو بكر، فسار أحسن سيرة، وفتح الله الفتوح