"أخبرنا" دون "حدثنا" قائلين: إن التحديث مشعر بالنطق والمشافهة دون الإخبار.
وبعض القائلين بالفرق، وهو أبو حاتم محمد بن يعقوب الهَرَويّ، أعاد قراءة صحيح البخاري بعد قراءته له على بعض رواة الفربريّ، حتى رجع إلى كل متن قال فيه "حدثك الفربري" فقال فيه: أخبرك الفربريّ، مكان "حدثك" الأولى. وقال للراوي: تسمعني أقول: حدثكم الفربريّ، ولا تنكر عليّ مع علمك بأنك إنما سمعته منه قراءة عليه؟.
قال العراقي: وهذا رأي المشترطين إعادة الإسناد في كل متن، ولو مع اتحاد السند، كما مر في الكلام على النسخة، وهو جور، والصحيح خلافه، وأشار العراقي إلى هذا الفصل بقوله:
ثُمّ القراءةُ التي نَعْتُها ... معظمهم عَرْضا سَوّا قَرأتُها
من حِفْظٍ أو كِتابٍ أو سَمِعْتُ ... والشيخ حافظٌ لما عَرَضتُ
أوْ لا، ولكنْ أصله يُمْسكُه ... بنفسه، أو ثِقَةٌ مُمْسكه
قلتُ كذا إن ثقةٌ ممن سمع ... يحفظه مع استماعٍ فاقْتنَع
وأجْمَعوا أخذًا بها وردُّوا ... نَقْلَ الخلافَ، وبه ما اعتدُّوا
والخُلْفُ فيها: هل تساوي الأولَ ... أو دونه أو فوقه، ونَقلا
عن مالك، وصحبه ومُعظمِ ... كوُفةٍ والحجازِ أهل الحرمِ
مع البخاريِّ هما سِيّان ... وابن أبي ذيب مع النُّعمانِ
قد رجّحا العَرْض وعكْسُه أصحّ ... وجلُّ أهل الشرق نحوه جَنَحْ
وجوّزوا فيه قرأتُ أو قَرَا ... مع "وأنا أسمع" ثم عَبّرَ
بما مضى في أول مُقيّدًا ... قراءة عليه حتى منشدًا
أنشدنا، قراءة عليه، لا ... سمعتُ، لكنْ بعضهُم قد حَلَّلا
ومُطْلَق التحديث والإخبار ... منعه أحمد ذو المقدار
والنسائي والتَّميْمي يحيى ... وابن المبارك الحُميد سعيًا
وذهب الزهريُّ والقَطَّان ... ومالك، وبعده سُفيان