كواشف زيوف (صفحة 54)

العلماء والفلاسفة والباحثين في علوم الطبيعة الكونية، ورغبات كل عشاق البحث والمعرفة من الدارسين أو المتطلعين للدراسة، ومعهم طوائف من الجماهير ذات مصالح مختلفة.

جـ- وعن شؤون الحياة ووسائل العيش وأساليب السلوك العام، ووافق هذا رغبات الشباب والشابات الذين فتنتهم شعارات التحرر والحرية، واستثارهم حب الانطلاق وفق شهواتهم وأهوائهم، والتفلت من القيود الدينية والأخلاقية والاجتماعية. كما وافق هوى كل الذين يصانعون الدين مصانعة ظاهرية، وهم لا يؤمنون به.

وبعزل رجال الكنيسة عن شؤون السياسة، وعن مجالات الدراسات العلمية والفلسفية، وعن شؤون الحياة ووسائل العيش وأساليب السلوك العام، يغدو سلطان الكنيسة قاصراً على شؤون الدين الغيبية والروحية، وعلى مراسيمه وطقوسه الخاصة، وبذلك يتم الفصل التام بين الدين والدنيا، يُحصَر الدين في دائرة ضيقة جداً.

ولما كان الغرب مشحوناً بالحقد على الأمة الإسلامية، والكراهية للإسلام - بمقتضى المواريث الصليبية ذات العوامل التاريخية، والتي كان رجال الكنيسة ورجال السياسة يغذونه بها دائماً، ويعملون على تراكمها في النفوس والأفكار منذ نشأة الأطفال فيه - فإن مفكريه لم يحاولوا أن يبحثوا في الإسلام، عسى أن يجدوا فيه البديل الحق للدين المحرف الذي سقط جوهره من نفوسهم، ولم يبق فيها نحوه إلا عصبية الانتماء الاسمي التاريخي الذي ورثوه عن آبائهم.

أضيف إلى ذلك تقصير المسلمين بواجبهم، وتفريطهم بما فرض الله عليهم، إذ لم يتخذوا الوسائل النافعة المجدية، لنشر الإسلام في الغرب، والتعريف به، عن طريق الفكر والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبألسنة القوم، والأساليب التي تؤثر فيهم.

وبذلك بقي الإسلام مجهول الحقيقة في الغرب، مشوّه الصورة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015