كواشف زيوف (صفحة 51)

حتى صار جمع المال والاستكثار من الثروت غاية لديهم، فأمست الكنيسة تملك أوسع الأراضي، وأكثر القصور، وأكثر الأرقاء الذين يعملون في زراعة أراضيهم، وبلغت ممتلكات الكنيسة في إنكلترا ثلث أراضيها، كما ذكر "ويكلف" أحد دعاة الإصلاح الكنسي.

وانطلق كثيرون من رجال الكنيسة ينافسون كبار الأغنياء، وملاك الأراضي والأرقاء فيما يجمعون من أموال لأنفسهم، حتى كان بعضهم يملك إقطاعات واسعة وآلاف الأرقاء لاستثمار هذه الإقطاعات.

وفرضت الكنيسة ضرائب على رعاياها، تأخذها منهم بالقوة، مع ما تأخذه منهم من عطايا وهبات ووصايا.

وفتحت رسوم الاعتراف والغفران، وصكوك الغفران التي يبيعونها للناس، أبواباً واسعة تبتز بها الكنيسة أموالاً طائلة، وصار من مصلحة صندوق الكنيسة التشجيع على ارتكاب كبائر الذنوب، ليغفر رجالها للمذنبين، ويأخذوا منهم ثمن العفو والغفران.

ولجأت الكنيسة إلى نظام تسخير رعاياها المسيحيين في العمل المجاني بمشروعاتها الزراعية أو إنشاءاتها.

واشتدت احتجاجات الجماهير السرية ثمّ العلنية، وأيدهم في ذلك بعض الملوك.

لكن سلطة الكنيسة كانت أقوى من أن تلتفت لذلك، وتعدل من سلوكها.

* * *

الإسراف والبذخ والانغماس في الشهوات والملذات:

عملاً بتعاليم المسيحية الداعية إلى الزهد والتقشف، غلا الرهبان والقساوسة غلواً مسرفاً في تعذيب أجسامهم تقرباً إلى المسيح.

وكان التقشف عند بعضهم تقشفاً ظاهرياً، أما في السر فكانوا يعطون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015