كواشف زيوف (صفحة 108)

مجال العلم، أو الفلسفة، أو الإصلاح الاجتماعي، أو الإصلاح الاقتصادي ...

يضاف إلى ذلك دفعُ بعض ذوي المراكز العلمية أو السياسية أو الاجتماعية، لتكريمه في حياته، ومنحه جوائز تقديرية محلية أو عالمية، أو للتمجيد به بعد موته.

ومن وراء كل ذلك يوجّه واضعو مناهج وبرامج التعليم، لوضع أفكارهم أو مذاهبهم ضمن البرامج المقررة في الدراسة، حتى تأخذ صبغة نظريات مقررة نافعة، أو صبغة حقائق علمية ثابتة، وتلبسُ بذلك أثواب زور، ويتعلمها الدارسون ويستظهرونها، ويكدون في تحصيلها، كأنها حقائق لا يرقى إليها الشك.

وبذلك تتم اللعبة على وجهها المرسوم، فإنه متى انتشرت الفكرة في مختلف فئات الناس كان لها مثل تأثير السحر، فيقبلها من الأفراد من كان شاكاً فيها، متردداً في قبولها، أو رافضاً لها.

* * *

العنصر الرابع:

التلبيس: وهو دس الأفكار الباطلة، والمذاهب الفاسدة، ضمن حَشْد أفكار صحيحة، أو مقبولة إجمالاً ولها حظٌّ من النظر الفكري السليم، ولو كانت ظنوناً لم ترق إلى مستوى الحقائق العلمية، فالظنون الراجحة مقبولة في العلوم حتى يأتي ما هو أقوى منها، ولكنّ اللعبة الشيطانية الماكرة تتمثل في مجيء سموم الأفكار الباطلة الضالة مندسة ضمن حشد كبير من أفكار المعارف المقبولة في مناهج البحث العلمي.

وربما يكون عرض الفكرة الباطلة في أواخر عرض الأفكار الأخرى، وبذلك تتسلل الفكرة الباطلة إلى داخل النفس دون أن تجد عيوناً حذرةً تكشفها، وتبصر الزيف الذي يكتنفها ويغطيها.

إن من طبيعة الإنسان أن يستجمع في أوائل الأمور كل ما يملك من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015