وقرأت في (النوادر) لأبي علي البغدادي، قال الفضل بن محمد العلاَّف، لما قدم بغاء ببني نُمَيْر

أسرى كنت أذهب إليهم، فأسمع منهم، فلا أعدم أن ألقى الفصيح منهم. فأتيتهم يوما في عقب مطر؛

وإذا فتى منهم حسن الوجه، قد نهكه المرض وهو ينشد:

أَلاَ يا سنا بَرْقٍ على قُلَلِ الحِمَى ... لَهِنَّكَ من برْقٍ عليَّ كريمُ

لمعت اقتداء الطير والقومُ هُجَّعُ ... فهيَّجتَ أسقاماً وأنت سليمُ

فهل من معيرٍ طرفَ عيْنٍ خَليّةٍ ... فانسانُ طرفِ العامريِّ كليمُ

رَمَى قلبه البرقُ اليماني رميةً ... بِذِكرِ الحِمَى وَهْناً فبات سقيمُ

فقلت له: ياهذا! إنك لفي شغل عن هذا. فقال: صدقت يا أخي! ولكن أيقظني البرق فتذكرت. ثم

اضطجع فما لبث غير ساعة، حتى مات، فتوهمنا عليه غير الحب.

وحكى عن سعيد بن حُمَيْد أنه قال: رأيت (بالبصرة) شابا، وفي يده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015