مدية، والناس حوله، وهو ينادي بأعلى صوته ويقول:

يومُ الفراق من القيامة أطولُ ... والموتُ من ألمِ التفرق أجملُ

قالوا الرحيل فقلت لست براحلٍ ... لكن مهجتي التي تترحَّلُ

ثم بَقَرَ بَطْنَهُ، وخر ميتا. فسألت عن شأنه، فقيل لي: كان يهوى فتى لبعض الملوك، فحجب عنه

يوما واحدا، ففعل ما ترى.

وحكى عن الحميد أنه قال: رأيت رجلا متعلقا بكم صبي، وهو يتضرع إليه ويظهر له المحبة،

فالتفت إليه الصبي وقال: إلى متى هذا النفاق الذي تظهر، فقال له: قد علم الله أني صادق فيما أقول؛

حتى لو قلت لي مت لمت، فقال له الصبي: إن كنت صادقا فمت، قال: فتنحى الرجل وغمض عينيه

فوجده ميتا.

قال أبو إسحاق:

وشبيه بهذا، لكن من غير علاقة الحب؛ بل من الزهد في الدنيا، والإنابة، للرب ماحكى أبو القاسم

خلف بن عبد الملك بن بَشْكُوَال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015