مخَضَتْ في آسْتِهِ الأُيُورُ حَليباً ... فَعَلَتْ عَيْنهُ من الزُّبْدِ نُقْطَهْ
وأَخَذَ هذا المعنى أبو الحسن بن الزقاق، فقال يهجو أزرق:
وأَزْرَقَ والأُمُورُ لَها اشْتِباهٌ ... ويوُتَى العَيْنُ من قِبَلِ العجانِ
ولَماَّ شَكَّ أسفَلَهُ العَوالى ... جَرَى في عينه زَرَقُ السِّنانِ
وقوله (فأحدث في العلو منه صلابة) البيت، كقول بعض الأدباء، في قريب من هذا المعنى:
صَلُبَتْ ولاَنَ القَاعُ منها فَاسْتُهُا ... لَوْلاَ لِيَانَةُ قَاعِهَا لَمْ تَصْلُبِ
ومثله قول النابغة الذبياني:
جَفَّتْ أَعَالِيهِ وَأَسْفَلُهُ نَدِي
وهذا الكلام كله إقذاع، ومرفوض بالإجماع.
والمناسبة التي بين قطعة أبي عامر وبينه، جرَّتني إليه؛ وأَحْوَجَتْني للتعريج عليه. فلذلك تَعَلَّقَ
بإطنابي؛ واثبتُّهُ في كتابي. وليس الهجاء مما يليق بهذا الديوان؛ لما فيه من الفُحش والبهتان. فلذلك
نبذته نَبْذَ الكُرَاع من الأديم؛ وحذفته حذف الهاء في الترخيم وقول أبي عامر في صفة الألثغ، مما
انطبع فيه، ولا سيما على البديه.
ومن جيِّد ما قيل في صفة الألثغ، قول أبي الحجاج الرمادي وهو: