النّهار أن يكون اثنتي عشرة ساعة وأقلّ وأكثر. فكيف يقدّر من العصر إلى غروب الشمس مقدار (6) نصف سبع اليوم، مع اختلاف العلماء في دخول وقت العصر؟ ثمّ على حسابه يقتضي مثل ما قال النبيّ صلى الله عليه وسلّم: «إنّه قد بقي من الدنيا خمس مائة عام»، على تقدير ما قاله الطبريّ، وليس كذلك، بل قد زاد على ذلك مبين أعوام. والثالث: لأنّ الأخبار الواردة في مخالفة للكتاب، وهو قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ}. وكقوله تعالى: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْساها} الآية، ونحو ذلك. وقد روى أيضا في قوله، عليه السلام: «بعثت أنا والساعة كهاتين». فلم يقدّر وقتا.
وقد أنكر أحمد بن حنبل، رحمه الله، ما روى في قوله، عليه السلام:
بعثت، في آخرها ألفا. وقال: لا يصحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في التّقدير حديث. وما رواه أنس عنه صلى الله عليه وسلّم، أنّه قال: «عمر الدنيا سبعة أيّام من أيّام الآخرة». قال ابن الجوزيّ: فقد روى هذا الحديث جدّي في الموضوعات. وقال في إسناده: ريدك كان يضع الحديث باتّفاق ابن المدينيّ وأبي داود وأبي حاتم. وقد ثبت أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم، قال: «ما المسؤول