وغيرهم فى عدّة مايتى فارس. فلمّا توسّطوا بلاد سيس لم يشعروا إلاّ بتقدير خمس ماية فارس من كبار الأرمن، تعرّضوا لهم بالطريق. وقالوا:
لا نمكّن عدوّنا هذا يدوس أرضنا ويتخطّى رقابنا، وإنّه ما هو مسلم مع المسلمين ولا تترىّ مع التتار، ولا أرمنىّ مع الأرمن. وهو فى كلّ وقت يتعرّض لأذيّتنا (?) ويدوس بلادنا، واتّفقنا معه عدّة طرق ويخلف وينكث. - فقالوا لهم الأمرا الحلبيّين: هذا حضر من الأبواب العالية، وهو تحت حرم السلطان الملك الناصر عزّ نصره. فلا تتعرّضوا له! يكون ذلك سببا لخراب بيوتكم. -وجرى كلام كثير آخره أنّهم استحلفوه أيمانا مغلّظة بما اختاروه منه. فحلف لهم من تحت القهر. ولولا اختشوا من السطوات الشريفة كان الأمر بخلاف ذلك
وكان جميع ذلك عن غير رضى التكفور صاحب سيس. وإنّما هؤلاء كبار الأرمن غلبوا على رأيه، حسبما ادّعى بعد ذلك. فلمّا وصّلوه إلى مأمنه من بلاده وعادوا الأمرا الحلبيّون، تلقّاهم التكفور بنفسه واعتذر لهم ممّا فعلوه أصحابه، وقدّم لهم تقادم حسنة. فلمّا بلغ المسامع الشريفة ذلك رسم بدخول العساكر الحلبيّة إلى سيس. فهذا كان السبب فى ذلك. ثمّ حضروا رسل الملك أبى (16) سعيد ونايبه علىّ شاه، وشفعوا فى صاحب سيس. فقبل مولانا السلطان شفاعتهم على عوايد إحسانه وعظيم امتنانه. ولولا ذلك لكان جعل ديارهم خراب، وسكّانها البوم والغراب