مليك تسامى عدله وعطاؤه … وخاف لبأساه العدوّ المحارب
له سطوة كالليث إن همّ همّة … تراه بها يدنو لما هو طالب
وكالغيث يهمو منه مزن هباته … فتخجل من شحّ العطايا السحايب
قريب حجاب شامخ ذو مهابة … له العجم دانت خشية والأعارب
هو الناصر المنصور بالرعب إذ غدا … وقد فرّ من قد خانه وهو هارب
كذلك لمّا أن تجمّع جيشه … فكلّ غدا بالرعب نحوك طالب
فأنت الذى أضحيت حقّا مظفّرا … وجاك بما تهوى المنى والرغايب
وكنت السعيد الجدّ إذ عدت ظاهرا … وسدّت على الأعداء منك المذاهب
فإنك أمسيت المعزّ لديننا … بك الشرع يسطو حيث ما هو ذاهب
وأيّدت بالتوفيق والنصر منحة … من الله إذ ما زلت بالله غالب
السبب فى ذلك أنّه كان وفد إلى الأبواب الشريفة السلطانيّة، أعلاها الله تعالى، أحد أولاد قرمان ملوك الجبال بنيّة الحجّ. فحصل له من الصدقات العميمة السلطانيّة من الجبر والإقبال ما كان فوق أمله. وتوجّه إلى الحجاز الشريف وعاد، وأعرض عليه الإقامة بالأبواب العالية، وأن ينعم عليه بإمرة كبيرة فامتنع. وقال: يا خوند لا أطيق مفارقة الأهل والوطن، ونحن يا بنى قرمان حيث كنّا مماليك مولانا السلطان، ولا نعيش إلاّ فى نعمته وتحت ظلّ سيفه الشريف: -فكتب على يده مثال شريف إلى ساير النوّاب بالممالك الإسلاميّة الشاميّة بالوصيّة به. وكتب إلى نايب حلب المحروسة أن يجهّز فى خدمته من عسكر حلب من يوصّله إلى مأمنه من بلاده. فامتثل ذلك، وسيّر صحبته أربعة أمرا، منهم الأمير سيف الدين بشقاق رحمه الله، والشهابىّ،