وغيرهم الذين كانوا خصيصين بتلك الملوك المتقدّمة. فقال المهذّب للمملوك:

يا مولانا ورّخ عنّى ما أقوله لخدمتك عن المخدوم، يعنى عن الأمير سيف الدين بكتمر: إنّنى منذ خدمته فى سنة ثلاث وعشرين وسبع ماية وإلى هذا اليوم مدّة عشر سنين، ما خلا حسابى قطّ يوما واحدا (?) من إنعام يتجدّد، من مولانا السلطان للمخدوم من ساير الأنواع المستحسنة من إنعامات الملوك. - ثمّ رمى إلىّ حسابه، فتصفّحته فإذا هو كما قال، يشهد بإنعام يتجدّد للأمير فى كلّ يوم، تشهد بذلك موايمته: إمّا ملك، إمّا عقار، إمّا ذهب، إمّا قماش، إمّا فرس، إمّا طاير جارح (?)، وما أشبه ذلك. قال: وهذا خارج عن المقرّر له فى كلّ يوم مخفيتين طعام وأتباعها من حلو أو مشروب وفاكهة.

وثمّنّا هذه المخفيتين بألف وأربع ماية درهم، نأخذها من الخزانة مشاهرة.

ثمّ إنّ مولانا السلطان عزّ نصره أطلق يد الأمير سيف الدين بكتمر المذكور فى جميع الممالك، لا يردّ له مرسوم فى ساير الممالك الإسلاميّة. فهل عندك فى التأريخ من وصل من ملك من الملوك هذه المنزلة؟ -يقول المهذّب هكذا.

ثمّ إنّ هذا المهذّب استسلمه مولانا السلطان من تحت السيف، واستمرّ فى خدمة الأمير سيف الدين بكتمر الساقى رحمه الله إلى أن توفّى فى طريق الحجاز، حسبما تقدّم من ذلك. وحصّل المهذّب فى أيّامه وبعد موته من تركته باتّفاقه مع ابن هلال الدولة من الأموال والذخاير والأمتعة ما لا يقع عليه قياس. ثمّ خدم فى ديوان النجل الشريف السلطانىّ، متّعه الله بطول حياة أصله الشريف الطاهر، وجعله فرعا باقيا باسقا مثمرا زاهر. ثمّ انتقل إلى خدمة ديوان المقرّ الشريف السيفىّ بشتاك الناصرىّ، فاستمرّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015