وفيها تغيّرت الخواطر الشريفة السلطانيّة على الأمير جمال الدين نايب الكرك لنقايص بدت منه، تدلّ على أنّ الغالب كان على مزاجه السودا. فآل به ذلك إلى ما صار إليه. فكان كما قال الله تعالى {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ (4_)} آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً (?) الآية. فقبض عليه واعتقل مدّة بالشأم. ثمّ نقل إلى الإسكندريّة بالاعتقال
وتوجّه الأمير سيف الدين طينال الحاجب من غزّة عايدا إلى طرابلس، وأنعم على الأمير سيف الدين شركتمر الناصرىّ بنيابة غزّة، واستقرّ الأمر كذلك إلى آخر هذه السنة
وفيها مسك ابن هلال الدولة، وعبد الله بن كريم الدين الكبير، وولدى كريم الدين الناظر، وهما أبو الفرج ورزق الله، وأعيد الطلب على ولدى التاج إسحق، وهما شمس الدين موسى وأخوه (11) علم الدين. وكذلك طلب بالحمل أمين الملك المعروف بقريميط المستوفى، بعد أن كان قد أعفوه هذه المدّة من حثّ الطلب. وسبب ذلك أنّه كان كاتب يسمّى المهذّب أصله نصرانىّ، ربّاه شخص يعرف بابن الحايك من أهل الإسكندريّة. وخدم هذا المهذّب عند كريم الدين الكبير مدّة أيّامه. وحصّل فى تلك الأيّام أموالا جمّة. فلمّا مسك كريم الدين فى تأريخ ما تقدّم ذكره خدم المهذّب المذكور بديوان الأمير المرحوم سيف الدين بكتمر الساقى. وكان هذا الأمير المذكور عبارة عن مولانا السلطان، وله من مولانا السلطان منزلة لم يكن وصلها أحد (19) من قبله ولا وصلها أحد من بعده
حدّثنى هذا المهذّب ذات يوم وأنا عنده فى بيته لضرورة كانت لى عنده، وأجرينا ذكر التأريخ، وذكرنا من سلف من الناس والأكابر من الأمرا