وفيها توجّه الركاب الشريف إلى صيد الوبر بناحية الإسكندريّة.

وسيّر الأمير بدر الدين مسعود أمير حاجب لكشف (?) أحوال الأمرا المعتقلين بالإسكندريّة، فوجدهم فى أسوأ (?) حال، فحنّنه الله تعالى عليهم لمّا بلغ المسامع الشريفة حالهم، فلمّا عاد مع سلامة الله إلى محلّ ملكه بالقلعة المحروسة رسم بالإفراج عنهم، أفرج الله عنه كلّ كرب، ونصره فى كلّ حرب. فكانوا عدة ثلاثة عشر نفر وهم: الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب، والأمير سيف الدين تمر الساقى، والأمير شمس الدين أمير غانم ابن أطلس خان، والأمير سيف الدين طغلق، والأمير سيف الدين قطلبك الوشاقىّ، وكشلىّ، وبيبرس العلمىّ، ولاجين العمرى، والشيخ علىّ السلاّرىّ، وبلاط الجوكندار، وأيدمر الحسامىّ المعروف باليونسىّ، وبرلغىّ الصغير بن طومان، وطشتمر أخو بتخاص. وكان وصولهم إلى القلعة المحروسة وخلاصهم يوم الاثنين رابع عشرين شهر رجب الفرد من هذه السنة المذكورة. فأنعم على ركن الدين بيبرس الحاجب بإمرة طبلخاناه بحلب المحروسة، وتوجّه على خبز آقسنقر شادّ العماير كان، بمقتضى أنّه جرت منه أحوال أوجبت القبض عليه واعتقاله. وأنعم على الأمير سيف الدين تمر الساقى بإمرة طبلخاناه بدمشق المحروسة. وأمّا تغلق فإنّه لم يعش بعد الإفراج عنه ووصوله إلى أهله سوى ثمانية أيّام، وتوفّى إلى رحمة الله تعالى. وباقى المذكورين منهم من أنعم عليه بإقطاعات بالشام المحروس، ومنهم من استمرّ مواظب الخدمة الشريفة إلى آخر هذه السنة المذكورة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015