ثمّ انتقل عن تلك الطريقة إلى أغرب من الاثنتين، وضرب ضربا ما سمعت مثله قطّ، ثمّ غنّى <من الطويل>:

ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد … فقد زادنى مسراك وجدا على وجد

أإن هتفت ورقاء فى رونق الضحى … على فنن (?) غضّ النبات من الرّند

بكيت كما يبكى الوليد صبابة … وذبت من الحزن المبرّح والجهد

وقد زعموا أن المحبّ إذا دنا … يملّ وأنّ النأى يشفى من الوجد

بكلّ تداوينا فلم يشف ما بنا … على أنّ قرب الدار خير من البعد

قال: فصرخت صرخة أعظم من الأولى وغمى علىّ من شدّة الطرب، ففتحت عينى فلم أنظر أحدا (?)، وأجد جوارىّ حولى فقلت: ويلكنّ، الشيخ. -فقلن: أىّ الشيوخ؟ ما رأينا أحدا (?). وإنّما سمعنا عندك اليوم ما لم نسمعه قطّ، ودخلنا عليك لمّا سمعنا صرختك. فلم نجد عندك أحدا (?). - فقلت: علىّ بالبوّاب! -فأدخل علىّ. فقلت: ويلك، الشيخ الذى أدخلته علىّ ما فعل؟ -فقال: والله لم يدخل عليك اليوم من أحد. -قال:

فتحيّرت فى أمرى، وإذا أنا بقايل يقول، ولم أنظر له شخصا (?): يا لكاع، إنّ نديمك منذ اليوم الشيخ أبو (?) مرّة فلا ترتاع. -فقلت: بالله ألا ما ألقيت علىّ الأصوات. -فقال: قد ألقيتهم فى محفوظك (?) حتى عادوا أرسخ من الحجر. -قال: فأخذت العود وضربت. فإذا أنا صايب فى جميع الأصوات الثلاثة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015