على ذروة جبل تزاحم الجوزاء بالمناكب، وسفح صرحها الممرّد فكأنّه عرش لها على الماء، وإذا رمتها (?) طرف رأيها اشتبهت عليه بأنجم السماء.
وما زالت المضايقة تقصّ من جبلها أطرافه، وتستدرّ بحلبها أحلافه، وتقطع بمسايل جلاد مقاولها (?) وجداله خلافه، ونورد عليها من سهامها كلّ إيراد لا يجاوب إلاّ بالتسليم، ونقضى عليها بكلّ حكم لا يقابل ثبوته إلاّ بالتحكيم.
ولمّا أذن الله بالفتح الذى أغلق على الأرمن والتتار أبواب الصواب، والمنح الذى أضفا (?) على أهل الإيمان من المجاهدين أثواب الثواب، فتحت هذه القلعه بقوّة الله ونصره فى يوم السبت حادى عشر رجب الفرد، فسبحان من سهّل صعبها، ويسّر كسبها، وأمكن منها ومن أهلها، وجمع شمل الممالك الإسلامية بشملها.
فالمجلس السامى يأخذ حظّه من هذه البشرى التى بشّرت بها ملايكة السماء ملك البسيطة وسلطان الأرض، وثكاثر (?) على شكرها كل من أرضى الله طاعته، وأغضب من لم يرض من ذوى الإلحاد، وممن حادّ الله حادّ، وممن ينتظر من هذا الإيعاد إنجاز الميعاد (?)، فلا ينجيه الأقصا (13_) هربا ولا الإبعاد. فإنّه بفتح هذه القلعة وتوقّلها، (287) وحيازة نقرها (?) ومعقلها، تحقق من بسيحون وجيحون أنّهم-بعد فتح باب الفراه (?) بكسر أقفالها إقفال هذه القلعة-لا يرجون أنهم ينجون. وما يكون بعد