الله إليه ملكا فأرّقه ثلاثا وأعطاه قارورتين فى كلّ يد قارورة وأمره أن يتحفّظ بهما، قال: فجعل ينام وتكاد يداه يلتقيان فيجلس أحدهما على الأخرى حتى نام نومة فاصطكّت يداه فانكسرتا القارورتان، قال: فضرب الله مثلا أنّه لو نام لم تستمسك السموات والأرض.
والرابع لأنّ النوم آفة ويزيل العقل والقوّة ويقهرهما والله تعالى لا يجوز عليه ذلك.
والخامس لأنّ النوم استراحة والله تعالى لا يأخذه تعب فيستريح، وقال أبو إسحاق الثعلبى بإسناده عن جابر بن عبد الله قال: سال (?) رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينام أهل الجنّة قال: لا؛ لأنّ النوم أخو الموت وأهل الجنّة لا تموت، وقال الله تعالى:
{لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ»} (?) (?) السنة النوم الخفيف وهى النعاس، قال الزجّاج:
هى ريح تجئ من قبل الرأس ليّنة فتغشى العين والوسنان بين النائم واليقظان.
(?) فإن قيل فالملائكة لا تنام فقد شاركت البارئ فى هذه الحالة؛ فالجواب:
أنّ الملائكة لا تنام ويجوز عليها النوم والبارئ سبحانه لا يجوز عليه ذلك.
(?) والبارئ سبحانه ليس بجسم، وقالت الكرّاميّة: (?) هو جسم إلاّ إنّه لا يشبه الأجسام واحتجّوا بما ورد من آيات الصفات كقوله تعالى: {وَاِصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا»} (?) وما أشبه ذلك بأخبار الصفات فى كثير من الآيات، ونحن نقول بقول