المتشرّعين من أهل السنّة والجماعة: الجسم محدود بالطول والعرض ونحوه والبارئ سبحانه ليس بمحدود، وأمّا الآيات والأخبار فمأوّلة (17) بما يليق سبحانه وتعالى علوّا كبيرا.
وهو (?) موصوف بما وصف به نفسه من العلم والقدرة والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام ونحوه فى كتابه القديم وعلى لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ الإمام العالم الحافظ أبى الفرج عبد الرحمن بن علىّ بن محمّد بن علىّ ابن الجوزى رحمه الله وغفر لنا وله وللمسلمين أجمعين:
بدرت خاليا والفجر قد تلى السحر، فتلوت تاليا كلّما تلى سحر، فترنّم بقوله: {أَفِي اللهِ شَكٌّ»} (?)، فقلت فى نفسى: فكيف شكّ من شكّ، فخلطت باقتناعيّات ليس فيها برهان، فبدلت الدليل على الدليل ما عزّ وماهان، فصاح الفكر بالنفس:
اقطعى، ثم قال: يا صاح قم معى، فأتى بى معقل العقل، فولجنا بعد الإذن، فإذا ذو سن وسنا، ما محاسنه محاسنه، فقال الفكر: السلام عليك يا أبا التقويم، يا معدن العلم وأصل التعليم، فقال: صدر زمان طويل لم تأتينا، قال: حبيت فى مشكلة فافتتنا، فابتدئت أشرح له ما جرى، كأنّه يرى فلما عاين طالبا للحقّ بدليله، قال:
أنا أنبثكم بتأويله.
ثم حمد الله سبحانه بمحامد، لم أسمعها قطّ من حامد، ثم قال: من ظلّ يطلب الحقّ من الحسّ ضلّ، لأنّه محجوب بعيد منه عزّ وجلّ، وليعلم أنّ الحسّ لا يرى من الموجودات إلاّ الحاضر، ولا ناظر له إلى الغائبات ناظر، وإنّما الآلة