وقالت المجوس: هما اثنان: النور والظلمة، فالنور يقال له يزدان والظلمة هرمن وهو مذهب الثنويّة، وهذا شئ اخترعوه من غير أصل، وبطلان قولهم ظاهر فإنهما لو كانا اثنين لجاز أن يكون أحدهما مريد الحركة والآخر مريد السكونة فحصلا معا متضادّين ولا يجوز، وإلى هذا وقعت الإشارة بقوله تعالى: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا»}، (?) ومما رواه ابن الجوزى رحمه عن شقيق البلخى رحمه الله قال: قرأت أربعة وعشرين كتابا فى التوحيد فوجدت معانيها كلّها فى قوله تعالى: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا»}.
(?) ولا يجوز أن يكون له ولد لوجوه: أحدها أنّه لو كان له ولد لا ستأثر الأشياء كلّها لولده فتعطّل مصالح عباده، الثانى: أنّ الولد نتيجة الشهوة والله تعالى منزّه عن ذلك، والثالث: لأنّ الولد بعض الوالد والله سبحانه منزّه عن البعضيّة.
(?) ولا يجوز عليه النوم لوجوه: أحدها لئلاّ يرجع الداعى عن بابه خائبا، والثانى (16) لأنّ النوم غفلة والبارئ عزّ وجلّ منزّه عنها، والثالث لأنّه تعالى يمسك السماء بغير عمد ولا علاقة فلو نام لوقعت على الأرض، وقال أبو إسحاق الثعلبى (?) بإسناده عن عكرمة عن أبى هريرة، قال: سمعت النبىّ صلى الله عليه وسلم يحكى عن موسى عليه السلام على المنبر قال: وقع فى نفس موسى هل ينام الله تعالى فأرسل